"يونيسف": قافلة أممية تتعرض لهجوم في دارفور وسط تبادل للاتهامات
"يونيسف": قافلة أممية تتعرض لهجوم في دارفور وسط تبادل للاتهامات
تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة لهجوم مسلح في مدينة الكومة بولاية شمال دارفور في السودان، ما أسفر عن وقوع ضحايا بين قتلى وجرحى، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وقالت المتحدثة باسم يونيسف، إيفا هيندز، الثلاثاء، إن القافلة ضمت شاحنات مساعدات تابعة لكل من يونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، وكانت متوقفة بمدينة الكومة بانتظار تصاريح للمرور إلى مدينة الفاشر، دون تحديد الجهة المسؤولة عن استهدافها، وفقا لوكالة فرانس برس.
الجيش والدعم السريع يتبادلان الاتهامات
في بيان رسمي، اتهمت الحكومة الموالية للجيش السوداني قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم عبر طائرات مسيّرة هجومية، مضيفة أن "الهجوم استهدف عمداً قافلة إنسانية لقطع الطريق أمام جهود الإغاثة في الفاشر ومعسكرات النازحين"، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى لم يُحدَّد عددهم بدقة.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجوم، متهمةً الجيش بتنفيذه بطائرة حربية، وقالت في بيان إن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين من العاملين أو المرافقين للقافلة، واصفة الحادث بـ"الهجوم الوحشي".
تصعيد مستمر وسياق إنساني متدهور
وتُعد مدينة الكومة، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، نقطة استراتيجية تقع على بُعد نحو 80 كم شرق مدينة الفاشر، المعقل الأخير للجيش السوداني في شمال دارفور، والتي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، فيما تتصاعد الاشتباكات حاليًا في إقليم دارفور الشاسع، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة الكاملة عليه.
وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، أُعلنت المجاعة رسميًا في عدد من مخيمات النزوح، فيما يعيش أكثر من مليون شخص في شمال دارفور فقط على حافة المجاعة.
سلامة فرق الإغاثة
الاعتداء على القوافل الإنسانية يهدد بإفشال جهود المنظمات الدولية في الوصول إلى المناطق المنكوبة. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مدينة الفاشر "منطقة مجاعة" الأسبوع الماضي، في ظل تعقيدات أمنية خانقة ونقص حاد في الغذاء والدواء.
ولم تصدر الأمم المتحدة بعد بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل الحادث أو الطرف المسؤول، وسط دعوات دولية متزايدة لحماية الممرات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين.
وتشهد دارفور أزمة إنسانية متفاقمة في ظل النزاع المسلح والانتهاكات المتكررة التي دفعت مئات الآلاف إلى النزوح، وقد أصبحت مناطق مثل مخيم زمزم والفاشر بؤراً للمعاناة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ما دفع المنظمات الأممية إلى توسيع عملياتها رغم ضعف التمويل وصعوبة الوصول.
وبات معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد نقطة محورية لوصول المساعدات إلى الإقليم، وسط دعوات متكررة لضمان عدم عرقلته والسماح بوصول الإغاثة إلى من هم بأمسّ الحاجة.